الجفاف كارثة 2022.. جوع واقتصاد منهار وهجرة تتربص بالعراق

يس عراق: بغداد

تتعاظم المشرات على عدم ادراك الحكومات العراقية التعاقبة ولاسيما في الوقت الحالي عن حجم الازمة التي تنتظر البلاد فيما يخص ملف المياه والجفاف، حيث يعكس ذلك،التماهل وقلة الاجراءات الحازمة والجدية لتدارك هذه الازمة، بدءًا من ضعف التفاوض مع دول المنبع وليس انتهاءً ببساطة الاجراءات الفنية المتخذة.

 

ويرى المحلل السياسي محمد كريم الساعدي، ان الحكومة وضعت جل اهتمامها بالجوانب السياسية في حين انها اهملت ملف المياه ولم تستغل ايراداتها لبناء السدود.

وقال الساعدي ان “الحكومة العراقية ذهبت باتجاه عقد القمم والمؤتمرات مع اجراء حوارات خجولة مع دول الجوار بشأن ملف المياه، ما تسبب بجفاف الكثير من الانهار”.

واضاف ان “الجانب التركي وبعد بنائه سد اليسو عمد الى بناء سد الجزرة، الذي سيؤثر بشكل مباشر على مياه نهر دجلة، في وقت لم تتحرك الحكومة لضمان حصة العراق من المياه”.

وبين ان “الحكومة اهملت ملف بناء السدود ولم تضع في الحسبان ماقد يحصل جراء بناء تركيا للسدود الجديدة، وتحويل مسار بعض الانهر التي تغذي نهر دجلة باتجاه مناطق اخرى، حيث تشير المعطيات الى ان العراق سيعاني من الجفاف خلال عام 2035، فضلا عن تراجع الزراعة بشكل كبير ماسيدفع العراق الى استيراد الخضروات من الدول الاخرى وخدمة اقتصادها”.

 

 

الجفاف.. كارثة عام 2022

بالمقابل حذر المستشار في المجلس النرويجي للاجئين، أحمد بايرام، من أن العراق مقبل على كارثة عام 2022 جراء أزمة نقص المياه المستمر، وسيتسبب بتدمير الموسم الزراعي المقبل، وازدياد موجات النزوح، إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لمساعدة العراق.

وقال بايرام إن “المناطق التي شملها تقريرنا هي في 7 محافظات عراقية من بينها كركوك ودهوك ونينوى والبصرة وصلاح الدين”.

وأضاف أن “من أبرز ما لاحظناه هو تأثير الجفاف على المحاصيل الزراعية في جميع هذه المناطق، للأسف تقريباً ثلث المزارعين فقدوا محاصيل بمقدار 90% من المحصول السنوي أي يعد خسارات كبيرة للمحاصيل، كما أن الكثير من العائلات أيضاً تحدثت عن فقدان للطعام  وتأكل وجبة واحدة في اليوم”.

بايرام أشار إلى أن “فقدان المياه أيضاً يؤثر على الماشية والماعز والأبقار والمواشي في المجتمعات الزراعية، والكثير من المواشي نُفقت بسبب فقدان المياه ونوعية العلف الرديئة”.

وأوضح أن “المناطق المغذية للعراق التي هي مصدر القمح تفقد محصولها بشكل كبير”، محذراً من تداعيات الأزمة الغذائية وخاصة في ضوء ارتفاع المواد الغذائية والعلف والنزوح في هذه المجتمعات.

وفي السياق لفت بايرام إلى أن التقرير خلص بأن “1 من أصل 15 شخص من عائلتهم نزحوا خلال الأشهر الستة الماضية إلى المدن أو القرى المجاورة تاركين مزارعهم، كما أن الشباب بين 16 – 24 عاماً أيضاً نزحوا عن قراهم”.

وتحدث عن دعوتهم في التقرير للنظر في الاتفاقات التي انعقدت مثل “الاتفاقية مع تركيا من خلال مذكرة التفاهم التي تنص على  ان تشارك المياه مع العراق، لأن انحسار المياه سيتسبب بكارثة على المجتمعات المجاورة التي تعيش حول نهر الفرات ودجلة والتي تغذي العراق”.

وحذر من كارثة في 2022 اذا لم يتحرك المجتمع الدولي لمساعدة العراق”.

البحث الجديد الذي أجراه المجلس النرويجي للاجئين (NRC) حول حجم المعاناة التي سببها الجفاف لسكان العراق هذا العام يظهر أن “واحدة من كل أسرتين في المناطق المتضررة من الجفاف بحاجة إلى مساعدة غذائية بسبب الجفاف، في حين أن واحدة من كل خمس أسر ليس لديها ما يكفي من الغذاء لجميع أفراد الأسرة”.

والتقرير بين أن “الأطفال يأكلون كميات أقل من الطعام فيما كان المزارعون والنازحون من بين الأكثر تضرّراً”.

وفقاً لبحث المجلس النرويجي للاجئين، والذي استبين 2800 أسرة في المناطق المتضررة من الجفاف في جميع أنحاء البلاد:

– 37٪ من مزارعي القمح و 30٪ من مزارعي الشعير عانوا من فشل محاصيلهم بنسبة 90٪ على الأقل.

– 37٪ من الأسر خسروا الماشية أو الأغنام أو الماعز في الأشهر الستة الماضية ، ويرجع ذلك أساساً إلى نقص المياه أو عدم كفاية العلف أو المرض .

– انخفض متوسط الدخل الشهري في ست محافظات من بين سبع محافظات شملها المسح أقل الحد الأدنى المطلوب شهرياً للبقاء.

ونوه التقرير إلى انه على مدى السنوات القليلة الماضية، عكست ظروف الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وتناقص هطول الأمطار خطر التغيَر المناخي المتزايد في العراق. كما تراجع تدفق المياه من دول المنبع.

وتوقعت في عام 2022، أنه من المحتمل أن يؤدي نقص المياه المستمر وظروف الجفاف إلى تدمير الموسم الزراعي المقبل. قد يؤدي ذلك إلى زيادة اعتماد العائلات على المياه المشتراة بالإضافة إلى اللجوء إلى ممارسات النظافة السيئة، مما قد يؤدي إلى تفشي الأمراض. بالإضافة إلى وجود مؤشرات موجات نزوح تحدث وسط ندرة المياه وخسائر الدخل وارتفاع أسعار المواد الغذائية في المجتمعات الزراعية.

 

ودعا المجلس النرويجي للاجئين إلى المساعدة الدولية لدعم مربي الماشية وتوفير إعادة تأهيل الري وتقديم البذور التي تتحمل الجفاف لتقليل من خطر فشل المحاصيل والخسارات. كما يشجع المجلس حكومتي العراق وحكومة إقليم كردستان على دمج استراتيجيات التخفيف من آثار تغير المناخ ضمن جهود خلق فرص العمل الوطنية والدعوة إلى دعم اتفاقيات تقاسم المياه من قبل دول المنبع للاستعداد للآثار المستقبلية لتغير المناخ في العراق واستمرار ظروف الجفاف.

يشار إلى أن المجلس النرويجي للاجئين أجرى مقابلات مع 2806 أسر في محافظات الأنبار والبصرة ودهوك وكركوك ونينوى وصلاح الدين وذي قار. من بين هؤلاء يوجد 300 نازح و 1500 عائد.