الدولار ليس جامحا ولكن الدينار منفلت!.. مهدي البناي

كتب دكتور مهدي البناي:
لا أعتقد أن الدولار جامح !!
ولكني مؤمن أن الدينار منفلت !
وكما تعلمون أن البنك المركزي لا يطرح الدولار الا مقابل دينار ، بمعنى أن الدينار هو ما يشكل الطلب على الدولار ، والوفرة في الدينار هي سبب صعود الدولار ، ولو كان مصدر وفرة الدينار اقتصادي لأمكن تحقيق التوازن السعري في فترة ما ، لكن سيلان الدينار في السوق من (السرقات، والقروض لمشاريع وهمية ، والمنح … الخ) التي استخدمت أولا لرفع أسعار العقارات ، وبعد التشدد وانكشاف الكثير من غسيل الدنانير بهذه الطريقة، اتجهت للتهريب الى الخارج ولكن يجب أولا تحويلها الى دولارات !
أضف الى ذلك تزامن كل هذا مع صحوة وزارة الخزانة الامريكية والفدرالي الامريكي ، وتنشيط عمل دائرة مراقبة الاصول الاجنبية Office of Foreign Assets Control (OFAC) لوضع نظام مراقبة وتتبع لكل التحويلات الصادرة من العراق. ان صحت تصريحات المسؤولين العراقيين أن الارتفاع الحالي هو بسبب فترة التأقلم مع النظام الجديد والشروط الجديدة ، فالامر لا يعدو كونه مؤقتاً ، والا فان حجم التغطية للدينار المُصَّدَر يبلغ حوالي مرة ونصف ، وحجم تغطية المستوردات تبلغ حوالي عشرين شهراً ، ووفق هذه القياسات فالارتفاع غير مبرر .
ان صحت توقعات (وقتية) الارتفاع وأنه سيتم الرجوع للمعدلات السابقة ، أخشى من أمرين : الاول ( متلازمة لِزُوجَة الاسعار price stickiness) فنمط هبوط الاسعار غالباً ما يكون أبطأ من نمط الارتفاع!
والثاني، كَون اسعار الدولار الحالية تصب في مصلحة الموازنة الحكومية لتغطية تكلفة حمى التوظيف ، أي بنفس الدولارات نُعَّين موظفين أكثر ! فَلِمَ التغيير ؟!