الزراعة تؤكد “اعتذار” السعودية عن استثمار بادية العراق.. وخبير “ينسف” الأسباب التي أعلنتها وزارة الموارد المائية

صحراء بادية النجف

يس عراق: بغداد

أكد وزير الزراعة محمد الخفاجي إن كمية المياه في البادية الجنوبية والغربية حالت إلى “اعتذار” الشركات السعودية عن الاستثمار في هذه المساحات، الأمر الذي “نسفه” خبير مائي عراقي متحدثًا بالأرقام عن كميات المياه الجوفية المتوفرة لدى العراق.

وقال الخفاجي في تصريحات صحفية تابعتها “يس عراق”، إن “شركات سعودية ابدت رغبتها بانشاء محطات لتربية الابقار عـلـى مـسـاحـة -10 50 الــف دونـــم في مـحـافـظـات المـثـنـى والانـبـار والـنـجـف الا ان وزارة المـوارد اكدت عدم قدرتها على توفير مياه مستدامة لمدة 50 سنة ولذلك اعتذرت الشركات السعودية عن تنفيذ هـذا المـشـروع”.

وبين أن “الشركات الـسـعـوديـة اتـفـقـت مـع وزارة الـصـنـاعـة العراقية على انشاء مصنع للصناعات المـيـكـانـيـكـيـة فــي الاســكــنــدريــة لانـتـاج منظومات ري محوري”.

 

 

رأي مغاير

من جانبه، وصف الخبير في المياه سعد السام انسحاب السعودية من مشروع الاستثمار في البادية، بأنه “اثار الحزن والأسى في نفسي”، موضحًا بالارقام مايعارض كلام ووزارة الموارد المائية بشأن عدم امكانية توفير مياه مستدامة.

 

وقال السام: إنه كان لديه حلم بمشروع مشابه للمشروع السعودي، وهو انشاء حزام اخضر يتكون من مجموعة من المزارع وأقرب ما تكون الى نهر الفرات من الجهة الغربية من اجل الاستفادة من مياه الفرات كمساعد للمياه الجوفية وليس فقط في الكمية ولكن في النوعية”.

واضاف ان “الفكرة الأخرى هي ان الزيادة السكانية وصلت الى مرحلة وجب التفكير في إيجاد مساحات سكنية جديدة باتجاه الصحراء وفرص عمل للشباب كون المشروع هو مشروع اكتفاء ذاتي تربية مواشي ودواجن واسماك وزراعة وبناء مساكن ومدارس ومستوصفات وطرق”.

 

وبين ان “المياه الجوفية في الصحراء الغربية مصدرها المطر والمطر في الصحراء الغربية وكما هو واضح من خارطة معدل الامطار للفترة 1945-1990 يتراوح بين 50-75 ملمتر في السنة، وبين ان “كمية الامطار التي تهطل على الصحراء الغربية هي بحدود 18 مليار متر مكعب في السنة”.

وأشار الى ان “من هذه الكمية يتبخر حوالي 45% و15% تذهب لإعادة رطوبة التربة بسبب صيف العراق القاسي و25% تسيل في الوديان وحوالي مليار متر مكعب او أكثر بقليل يصل نهر الفرات والباقي يبقى في المنخفضات والوديان، و15% يذهب لتغذية المياه الجوفية”.

وبين ان كمية المياه الجوفية في عموم الصحراء الغربية 3.06 مليار متر مكعب في السنة، وفي حال تم استنزاف الاحتياطي المتجدد هناك كميات هائلة من الاحتياطي الثابت تحت الاحتياطي المتجدد وفي حال نقص الاحتياطي المتجدد فأن ذلك سيسرع من عملية نزول المياه السطحية التي يتبخر معظمها.”

وتابع: “من كل ماورد أعلاه لو ان أحدهم اخذ رأي واعطاني معلومات كافية عن المشروع لكان لي رأي مختلف جدا عن رأي وزارة الزراعة ووزارة الموارد المائية وهذا هو سبب حزني وأسفي كوني اعتقد ان المشروع فرصة لا تعوض لتطوير الصحراء الغربية وكذلك من اجل إيجاد حلول لمشكلة السكان التي لا أحد يريد ان يفكر بها أو يجد لها الحلول”.