كتب: فارس حرّام
هي احتمالين ما إلهم ثالث:
١- إما اللي يقصفون مطار بغداد والمنطقة الخضراء هم فعلاً تابعين للحشد لا سمح الله، وهذا معناه أن جزءاً ما من الحشد هو بالفعل ضد الدولة، لأن حتى قادة الفصائل المسلحة بنفسهم كانوا يدينون هذي الهجمات ويعتبروها تهدد الدولة.
٢- وإما أن يكونوا مو من الحشد وبالتالي عليمن هاي الضجة؟
راح تكولون ان اللي القوا القبض عليهم البارحة هم فعلاً من الحشد لكن ما متورطين بالقصف على المطار والخضراء وما عدهم أعمال إجرامية.. وهاي هم محلولة: القضاء راح يبرئهم ماداموا ابرياء حالهم حال الاف الحالات اللي القت عليهم القوات الامنية بسبب دعاوى كيدية، وطلعوا براءة.
راح تكولون انه لا يجوز ان يمس أحد الحشد بهذه الطريقة (على اعتبار براءة المجموعة من التهم) ولا يجوز تنفيذ مذكرة القبض عليهم بأسلوب غير لائق وغير محترم، وهذا الكلام (إن صح الأسلوب) فهو صحيح واتفق معه ١٠٠٪. لكن (ومرة أخرى إن صح تنفيذ العملية بطريقة غير محترمة) فإن المفروض تكون الضجة حول اسلوب التنفيذ مو على أصل الموضوع اللي هو تطبيق مذكرة قضائية، ومو صحيح تحويل العملية إلى استهداف للحشد ورمزيته والعمل على تأجيج المجتمع ضد جهاز مكافحة الارهاب وكأنه عدو للحشد، وأبداًُ ما يستوجب التنديد بقادة الجهاز وتهديدهم والاستعراض العسكري أمام بوابة الخضراء.
إضافة إلى هذا كله أن الشيء المفروض يقلل من الغضب هو أنّ الجهة التي نفذت المذكرة محترمة جداً في نفوس العراقيين كما هو احترام الحشد، وهي والحشد شريكين بالدم والمعارك والنصر على داعش، يعني بين قوسين المفروض ما ينزعل منها لأن نفذت مذكرة قضائية. ولهذا فإن الضجة المصاحبة للعملية غير مبررة، وهي التي قد تسبب الفتنة وليس العكس.
ويبقى الحشد ودم الحشد – باعتباره مؤسسة عسكرية رسمية – على العين والراس ومحفوظ بضمير العراقيين.
*كاتب وشاعر عراقي