يس عراق: بغداد
مازالت تصريحات وقرارات وزارة الصحة صوب العلاج الروسي متذبذبة ومتضاربة، وغير مفهومة، فبين توجه لاستيراد المنتج، ثم شد الأحزمة لتصنيعه، انتقل العزم إلى مرحلة “الخفوت” والتأني صوب التصنيع حتى أجهض مشروع التصنيع تمامًا عند إعلان بعض المسؤولين في وزارة الصحة عن وصول جرعات من العلاج الروسي إلى المستشفيات العراقية بالفعل، قبل أن ينفي وكيل الوزراة استيراد العلاج.
حماس لتصنيع المنتج عراقيًا.. وتراجع سريع
في الـ19 من حزيران المنصرم، بدا وزير الصحة حسن التميمي “متحمسًا” وهو يعلن عن البدء بتصنيع العلاج الروسي في العراق، وانه سيتم توفيره إلى المستشفيات خلال أسبوع واحد، الأمر الذي فجر ردود فعل مستبشرة، واخرى مشككة عقب تسرب معلومات تفيد بأن التصنيع سيوكل إلى شركة في اقليم كردستان، وليس من خلال مصانع الأدوية العراقية وعلى رأسها ادوية سامراء.
إلا أن “حماس” وزير الصحة، سرعان من تراجع بعد أن خرج وكيل وزارة الصحة حازم الجميلي بتصريح وصف من خلاله تصنيع العلاج الروسي بـ”المحاولات”، معتبرًا أن الامر مازال قيد الدراسة.
وقال الجميلي في تصريحات صحفية رصدتها “يس عراق”، إن “العلاج لمواجهة فيروس كورونا هو مقترح سابقا ويستخدم لأنواع أخرى من الأنفلونزا ، مبينا ان “العلاج اقترح من قبل الجانب الياباني وليس من روسيا وهو يستخدم بشكل سريري وليس علاج خاص لكورونا”.
وأضاف أن “العراق لم يبرم إي عقد مع إي دولة اتجاه هذا الموضوع ولازال قيد الدراسة”، مبينا “هنالك محاولات بإنتاج العلاج من قبل أكثر من مصنع وطني في العراق”.
لعراق يتجه لاستيراد النسخة المصرية من “العلاج الروسي”
في الأثناء، كشفت شركة “راميدا” المصرية للصناعات الدوائية إنها تلقت طلبات من السعودية والكويت والعراق واليمن لتصدير عقار “أنفيزيرام”، وهو اسم العلاج المصنع من المادة الفعالة “فافيبيرافير” وهو نفس العلاج الذي اعلنت عنه روسيا، لعلاج المصابين بكورونا.
وقال العضو المنتدب لشركة راميدا المصرية للصناعات الدوائية، عمرو مرسي في مقابلة مع “رويترز” إن “راميدا، التي أعلنت يوم الاثنين عن بدء تصنيع أنفيزيرام المحتوي على المادة الفعالة “فافيبيرافير”، انتهت من تصنيع المرحلة الأولى من العقار بالكامل تحت إشراف وزارة الصحة المصرية”، مبينا ان الشركة تعمل على تسجيل هذا العقار في مصر منذ 2015 بعد أن ظهر في اليابان خلال 2014 وكان يُستخدم مع الإنفلونزا التي لا تسجيب للأدوية”.
وتوقع مرسي “طلبات أكثر من الخليج على العقار، لكن لا أعلم السلطات المصرية ستسمح لنا بالتصدير أم لا؟ سندخل معهم في مناقشة الأسبوع المقبل إذا كنا سنستطيع التصدير أم لا”.
وتابع قائلا “نصدر حاليا للعراق واليمن والسودان وليبيا وغينيا، بدأنا إجراءات تعيين وكلاء لنا في السعودية والكويت، والمفاوضات جارية مع البحرين والامارات، ونأمل الانتهاء منها قبل نهاية العام”.
وذكر أن الشركة صنعت هذا الأسبوع كميات “تغطي عددا مناسبا من المرضى بالسوق المصرية، وباقي كميات المادة الفعالة ستصل لنا خلال عشرة أيام”.”، مبينا ان “قبل نهاية يوليو (تموز) سيكون الدواء جاهزا تحت أمر الناس”.
تنصيع العلاج يندثر رسميًا
وبدا أن ملف تصنيع العلاج الروسي في العراق، قد شيع إلى مثواه الأخير، عندما أعلن مدير مستشفى الكندي، سالم مزهر، في تصريحات صحفية، ان” العلاج الروسي وصل الى العراق وخاصة الى دارة صحة بغداد/الكرخ، وهم مضاد مهم لفيروس كورونا”.
وسبقه إلى ذلك التصريح، مدير الصحة النفسية في دائرة صحة بغداد/ الكرخ الدكتور حيدر المالكي في تصريح صحفي تداولته وسائل اعلام محلية، أكد أنه “تم إستلام الوجبة الأولى من اللقاح الروسي لمعالجة مرضى كورونا”.
وكيل الوزارة ينفي الاستلام من “روسيا”.. هل جاء من مصر؟
من جانبه، أكد وكيل وزارة الصحة حازم الجميلي في تصريحات صحفية، إن “العراق لم يستلم أي علاج لكورونا من روسيا”، مبينا أن “العلاج ليس مخصصا لفيروس كورونا، وإنما لأنواع أخرى من الفيروسات وتم استخدامه لجائحة كورونا”.
وأضاف، أن “الجهات الفنية في الوزارة بطور مناقشة السعر والنوعية للعلاج الروسي”، مؤكدا أنه “تم وصول علاجات مختلفة من أكثر من دولة، قد تكون أكثر أهمية من العلاج الروسي”.
وأشار إلى، أن العلاج الروسي يعطى للمريض بجرعات معينة، مبينا أنه لوحظ فيه نتائج مؤثرة إلا أنها ليست مثبتة بالشكل العلمي النهائي.”
ويطرح نفي الجميلي استلام اي علاج من روسيا، التساؤلات حول ما اذا كان العراق قد استلم العلاج الروسي بنسخته المصرية أو بنسخ أخرى من دول بدأت بالفعل بتصنيعه.