جرائم العراق “تتوزع” على يد المجرمين وعناصر الأمن.. مؤشرات “انتهاكات” الحشد العشائري تتصاعد في المحافظات الغربية والشمالية

يس عراق: بغداد

يكاد لاينقضي أسبوع أو شهر، دون تسجيل حادثة جنائية أو انتهاكات تطال “الشرف” في المحافظات العراقية، أبطالها أفراد في القوات الامنية التي من المفترض انها وجدت لحماية القانون والمواطنين من المجرمين، إلا أنه وعلى مايبدو أصبحت الجرائم في العراق “يتقاسمها” المجرمون وقوات الأمن على حد سواء، في سردية تزيد من تعقيد المشهد العراقي “الغريب” ويعزز اليأس والغضب من مصير “كرامة” المواطن العراقي في بلاده.

 

في بغداد والمحافظات الجنوبية، وبعيدًا عن الحوادث الجنائية التي يرتكبها مجرمون، تتصدر القوات الأمنية مشهد الانتهاكات واهانة “المتهمين” وتصويرهم والتشهير بهم حتى دون اوامر قضائية، فيما تطال اتهامات الوقوف وراء حوادث الاغتيال ولاسيما التي تطال الناشطين والاعلاميين، فصائل مسلحة من بينها فصائل مرتبطة بالحشد الشعبي، دون تسجيل أدلة واقعية على هذه الاتهامات.

وكان اخرها اغتيال الخبير الامني هشام الهاشمي قبل أسبوع قرب منزله في العاصمة بغداد، حيث طالت الاتهامات من قبل اوساط شعبية واعلامية واخرى سياسية كتائب حزب الله بالوقوف وراء العملية، الامر الذي نفته الكتائب واعتبرت الاتهامات المشابهة هي محاولات لاستهدافها باطلا.

 

 

في المناطق الغربية والشمالية، ينشط الحشد العشائري، كنسخة أخرى للفصائل المرتبطة بالحشد الشعبي في بغداد والمحافظات، وخلال أسبوع واحد، سجلت جريمتان في الانبار والموصل، فضلا عن جريمة سابقة لضابط كبير في الشرطة في محافظة صلاح الدين، حيث تتصدر الجرائم الثلاثة، جريمتان طالت “الشرف”.

 

 

عنصران من الحشد العشائري يغتصبان طفلة!

 

أكد مصدر أمني، اليوم الاثنين، القاء القبض على عنصرين في الحشد العشائري، اغتصبا طفلة في حي التحرير، شرقي مدينة الموصل.

وقال المصدر إن “فوج مكافحة الجريمة المنظمة القى القبض على عنصرين من الحشد العشائري فوج 76 التابع للنائبة في البرلمان العراقي بسمة بسيم، كانا قد اغتصبا طفلة في حي التحرير شرقي مدينة الموصل”.

وهزت الحادثة مدينة الموصل، واشعلت غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، في واحدة من سلسلة حوادث “استغلال السلاح والنفوذ”.

 

 

 

عنصران من الحشد العشائري يقتلان رجل وابنه!

وقبل أيام، هزت جريمة بشعة، مدينة حديثة غربي الانبار، حيث قام عدد من افراد الحشد العشائري بفتح النار على شاب ووالده يعملون في منفذ لصرف الرواتب.

وتحدثت مصادر محلية عن قيام افراد من الحشد العشائري بقتل صاحب صيرفة رياض شاكر فتيح و ابنه عمر بسبب مشادة كلامية اثناء تسليم الرواتب، فيما اتهموا شخصا يدعى اياد خلف طرموز الجغيفي واخيه بفتح النار على صاحب الصرافة وابنه ولاذوا بالفرار.

 

 

 

ضابط يغتصب فتاة في تكريت!

وبالعودة إلى جرائم انتهاك الشرف، تفجرت في اواخر شهر حزيران الماضي قضية قيام ضابط برتبة عقيد في الداخلية بمحافظة صلاح الدين، باغتصاب فتاة تحت تهديد السلاح بعد اقتحام منزلها.

وقال اللواء سعد معن مدير دائرة علاقات وإعلام وزارة الداخلية العراقية في حينها، إنه “في الثامن من الشهر الحالي تم سحب يد العقيدطه شهاب آمر فوج طوارئ السادس من منصبه وتم ايداعه التوقيف بناء على الشكوى المقامة في مكتب مكافحة اجرام سامراء من قبل المواطنة والتي ادعت اعتدائه على شرفها”.

 

وأضاف “وفي الخامس عشر من الشهر الحالي قرر قاضي التحقيق توقيفه وفق المادة 393 ثانياً من قانون العقوبات”، مبيناً أن “المتهم مازال موقوفاً”.

 

وأشار معن إلى أن “الاجراءات القانونية مستمرة وشُكل مجلس تحقيقي أيضا بحقه، وصدرت احالة بحقه الى محكمة قوى الأمن الداخلي”، نافياً “محاولات اطلاق سراحه”.

 

 

سجون سرية!

تقرير صدر مؤخرًا، اعده المرصد “الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان الذي مقره جنيف، تحدث عن سجون سرية واحتجاز ببيئة غير انسانية، فيما اورد اتهامات تطال الحشد العشائري فضلا عن فصائل اخرى من الحشد.

وأشار المرصد إلى أنّ السلطات العراقية تعتقل أكثر 60 ألف شخص، بينهم نحو 1000 من النساء، يتوزعون على 13 سجناً حكوميًا، فضلًا عن عشرات السجون السرية التابعة للمليشيات والأحزاب وفصائل الحشد الشعبي والعشائري المختلفة.

ونقل المرصد عن “أ.ع”، وهو أحد منتسبي الشرطة العراقية، تأكيده وجود سجن سري في منطقة طاهر آوا بمحافظة نينوى، يتبع للواء 30، ويقبع فيه نحو 1000 معتقل، اعتقلوا بدوافع طائفية وتهم كيدية، حيث يشترط قادة اللواء على أهالي المعتقلين دفع مبالغ مالية كبيرة لقاء الإفراج عن أبنائهم.

وذكر “ك، ظ، ف” وهو من أحد منتسبي الشرطة العراقية، أنَّ اللواء 30 لديه سجون سرية أخرى في محافظة نينوى، وهي عبارة عن بيوت في منطقة القرج بمنطقة كوكجلي وتحتوي على سراديب داخلية، يتم اختطاف المدنيين من أهالي الموصل ووضعهم فيها، وتتم مقايضة أهاليهم بالمال أو يتم قلتهم.