كتب: سليم سوزا
قال لي كنعان مكية ان معارضي صدام سابقاً كانوا يتصلون به حتى بعد منتصف الليالي ليقولوا له: “دكتور عيني .. نحتاج جهودك في واشنطن. لازم يعرفون الامريكان انه احنا ترة شيعة ماعدنا مشكلة مع الامريكيين. مشكلتنا مع البعث فقط وليس مع امريكا”.
عندما انعقد مؤتمر اربيل، اعترض كنعان على بعض الفقرات الطائفية في بيان اربيل طالباً منهم تعديله ومن ثم التصويت عليه وإلّا ينسحب من الاجتماع. فرد عليه سياسي كبير اصبح فيما بعد عضو في مجلس الحكم (لا اريد ذكر اسمه، لكنكم ستعرفوه عندما يُطبع قريباً كتاب كنعان القادم الذي ارسل مسودته لي قبل مدة لغرض الاطلاع عليها). قال هذا السياسي لكنعان “دكتور يعني اشلون نصوت عليه؟ يعني قصدك انت عندك صوت مثلما كل واحد بينا عنده صوت؟ بس احنا عدنا قاعدة شعبية كبيرة في العراق وانت فرد لا قاعدة لديه في العراق؟ اشلون يعني نتساوى بالاصوات؟ احنا اتفقنا عليه وخلص”.
نعم تماماً، بهذه القباحة انقلبوا على مَن كانوا يتوسلون به لايصال صوتهم الى اروقة القرار الامريكي.
أولئك الذين سوقوا انفسهم انهم شيعة “كيوت” وقتذاك، ووقفوا على ابواب الخارجية الامريكية ومخابراتها، هم اليوم مَن يتهمون التشرينيين باتباع السفارات واذناب الجوكر وما الى ذلك من اتهامات سخيفة. تخيلوا!!