شرح مفصل لمشروع القرض الياباني لمصفى البصرة.. سيقلل انتاج النفط الأسود ألف% ويرفع انتاج البنزين 300%

يس عراق: خاص

غزا خبر توقيع العراق عقدا مع شركة يابانية لتطوير مصفى البصرة وانشاء مصفى التكسير بالعامل المساعد وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت وزيرة المالية طيف سامي وهي “سعيدة” بعد التوقيع مع الجانب الياباني، الا ان لامعلومات تفسر معنى هذا العقد بالنسبة لمن يتساءل عنه، وستحاول “منصة يس عراق” العمل على تفسير والبحث في هذا المشروع وأهدافه ونتائجه.

بداية ان التوقيع الاخير يعد المرحلة الرابعة من العقد، وبقيمة 120 مليار ين (1.2 مليار دولار)، وذلك من اصل القيمة الكلية البالغة 400 مليار ين (نحو 4 مليار دولار)، ويعود العقد إلى عام 2020، ومن المؤمل ان ينتهي في 2025.

ويطرح تساؤل عن ماهية “التطوير” الذي ستقيمه الشركة اليابانية، وبأموال وتمويل ياباني “قرض ياباني”، حيث ربما ينتظر من يسمع بذلك أن يعرف تطوير المصفى كم سينتج ويرفع انتاج التكرير، الا ان المصفى لايعمل على زيادة تكرير براميل النفط الخام، بل ان هدفه الوحيد هو “تحسين التكرير”.

في تصريحات سابقة لشركة نفط البصرة توضح أن “بناء مصافي تكرير النفط بالتكسير التحفيزي المائع للسوائل، يعد  خطوة في غاية الأهمية لتصحيح حالة عدم التوازن بين الطلب السوقي على وقود السيارات، والمنتجات الفائضة (النفط الاسود والنفثا) الناجمة عن تقطير النفط الخام، وتحقيق إيرادات مالية مضاعفة عن الفرق في سعر اللتر الواحد المنتج للمشتقات النفطية”.

ويعد مشروع مصفى (FCC)، فريداً من نوعه على مستوى البلاد، ويجري العمل به باستخدام تقنية التكسير التحفيزي المائع، لتحويل المنتجات الفائضة عن مصافي التكسير الحراري (الحالية ) إلى بنزين وغازات أولفينية ومنتجات أخرى أعلى قيمة

تبلغ الطاقة التكريرية لمصفى الشعيبة الذي يضم وحدات مصفى البصرة (1 و2 و3) اكثر من 200 الف برميل يوميا.

ويكرر العراق مجملا في جميع مصافيه 800 الف برميل نفط خام يوميًا، ومن المفترض ان كل برميل نفط ينتج 71 لتر بنزين على سبيل المثال، مايعني انه من المفترض ان ينتج العراق نحو 57 مليون لتر بنزين يوميًا، الا انه ينتج 15 مليون لتر بنزين يوميا فقط، بسبب خفض كفاءة الاستخلاص في العراق، حيث تبلغ كفاءة الاستخلاص 25% فقط، وفقا لحسابات اجرتها “يس عراق”.

من هنا تظهر اهمية المشروع الياباني “مشروع التكسير بالعامل المساعد”، حيث يهدف المشروع الى رفع كفاءة الاستخلاص في المصفى بالابقاء على الطاقة التكريرية ذاتها.

بمعنى اخر ان تكرير 200 الف برميل يوميًا، وفق كفاءة الاستخلاص الحالية البالغة 19 لتر فقط بنزين لكل برميل، تنتج 3.7 مليون لتر يوميًا من البنزين، وبعد رفع كفاءة الاستخلاص وفق المشروع الياباني من المفترض انه سيرتفع انتاج البنزين إلى 14 مليون لتر يوميًا، مايعني رفع نسبة انتاج البنزين بنسبة نحو 300%.

بالمقابل، كفاءة الاستخلاص المتدنية في المصافي العراقية تتسبب بانتاج كمية كبيرة من المخلفات، وتحديدا النفط الاسود، حيث ينتج العراق 50 مليون لتر نفط اسود يوميا بتكرير 800 الف برميل يوميا، مايعني ان كل برميل نفط ينتج نحو 63 لتر نفط اسود، في الوقت الذي من المفترض ان ينتج كل برميل 6 لترات فقط من النفط الاسود، ومع تحسين كفاءة الاستخلاص في مصفى البصرة سيتم تحقيق ذلك، وبدلا من ان يتم انتاج 12.5 مليون لتر يوميا نفط اسود من المصفى، سيتم انتاج 1.2 مليون لتر يوميًا فقط، اي يخفض انتاج النفط الاسود بنسبة ألف%.