يس عراق: بغداد
مع استمرار القلق من التقييدات على استيرادات العراق من البضائع وسط “ندرة الدولار”، يقول المختصون وكذلك البنك المركزي انه لامشكلة في الدولار وهو متوفر بكثرة، وسط تاكيدات على ان الدولار الموجود لدى البنك من احتياطات كافية لتغطية استيرادات البلاد لوقت طويل.
ومؤخرًا، ظهر ادعاءان متضاربان بشأن مايكفيه الدولار المتواجد عند البنك المركزي لغرض تغطية الاستيرادات، فيما تحاول منصة “يس عراق” عبر هذا التقرير التوصل الى الحقيقة ومعرفة كم يكفي احتياطي البنك لتغطية الاستيرادات.
في 8 يناير الجاري، وقبل ان يتم اعفائه من المنصب، قال محافظ البنك المركزي السابق مصطفى غالب مخيف في مقابلة مع الجزيرة نت، إنه “استطاع البنك المركزي بناء غطاء للاستيراد لمدة تزيد على 17 شهرا نهاية الفصل الثالث من عام 2022، أي أن البنك المركزي لديه من الاحتياطيات الكافية إلى فبراير/شباط 2024، وهي مدة كافية جدا لتصحيح الاختلالات في ميزان المدفوعات في حال تعرضت واردات العراق لأي اختلالات”.
وبالعودة لنهاية الفصل الثالث، ففي 11 سبتمبر اعلن البنك المركزي العراقي ان احتياطيه من العملة الصعبة بلغ 85 مليار دولار، ووفقا لذلك وحسابات مخيف، فهذا يعني ان العراق يستورد بـ5 مليار دولار شهريًا، لان هذه الكمية من الاحتياطات ستكفي لـ17 شهرًا منذ ذلك الوقت ولحين شباط 2023.
ومؤخرًا ارتفع احتياطي البنك المركزي ليتجاوز الـ99 مليار دولار، هذا يعني انه من المفترض ووفقا لحسابات مخيف، ستكون الاحتياطيات كافية لتغطية الاستيرادات لثلاثة اشهر اضافية، اي حتى حزيران المقبل 2023.
الا ان الخبير الاقتصادي ماجد الصوري، قال مؤخرًا في تصريح متلفز، إن “لدى العراق كمية جيدة من الأموال بالدولار واحتياط البنك المركزي يستطيع أن يغطي احتياجات التجارة العراقية من سنتين إلى سنتين ونصف وأكثر”.
يظهر من تصريح الصوري، انه اكثر من الفترة الزمنية التي تحدث عنها مخيف بنحو 100%، فوفقا للصوري الاحتياطات ستكفي لتغطية الاستيرادات حتى منتصف 2025!.
وعلى هذا الاساس، اجرت “يس عراق” عملية حسابية ومراجعة لمعرفة اي التصريحين أكثر دقّة.
وتشير الاحصائيات الى ان العراق يستورد سنويًا بقيمة نحو 45 مليار دولار، ووفقًا لذلك، فأن الـ99 مليار دولار الحالية في احتياطات البنك المركزي، تكفي لتغطية الاستيرادات لأكثر من عامين.