كيف تعمل نافذة العملة؟.. احمد هذال

كتب الدكتور احمد هذال:
البنك المركزي لديه مجالين لنافذة العملة، البيع بأعتمادات مستندية، والثاني البيع النقدي الداخلي عبر مؤسسات مالية غير مصرفية وشركات الصيرفة المدموجة وغير المدموجة.
اولاً: التسرب في العملة الاجنبية يتم من خلال الاعتمادات المستندية وخطابات الضمان المصرفية داخل النظام المصرفي، فبعض المصارف ترسل خطابات ضمان واعتمادات مستندية الى المركزي لتمويل السلع والخدمات، والتسرب هنا من خلال نوعية وسعر السلعة، و/او عدم دخول السلع والخدمات الى العراق حتى تقيم من قبل وزارة التخطيط، فالمركزي ينتهي عمله بمجرد استلام اعتماد مستندي وتكون مسؤولية متابعة الاستيرادات وتقييم السلع من قبل وزارة التخطيط وهيئة الكمارك وبعض الجهات الاخرى، والمفترض أن يكون هناك تنسيق بين المركزي وهذه الجهات لمتابعة عملية تحويل العملة الاجنبية مقابل دخول و/ أو جودة وسعر السلع والخدمات المقابلة.
ثانياً: لا يوجد اهتمام بعملية حساب خروج العملة من خلال شركات الدفع الالكتروني او المؤسسات المالية غير المصرفية، أذ انتشرت هذه الشركات بشكل واسع جداً في النظام المالي في العراق، ولم تُحدد شفافية ومعلومات وبيانات هذه الشركات عند عملية التحويل بشكل واضح، أذ يتم تسديد هذه الشركات بالعملة المحلية من قبل الوكلاء ويتم تحويلها الى عملة اجنبية تحول رقمياً في حسابات شركات الدفع والتي بدورها تحول الدولار رقمياً الى المحافظ الالكترونية والبطاقات البلاستيكية، وهذه تشكل نسبة لا يستهان بها في عملية شراء الدولار من النافذة سواء عن طريق هذه الشركات أو من خلال البيع النقدي الداخلي، وهي ايضاً لا يتوفر عند اي مؤسسة رسمية حجم التعامل بها عالمياً، ولا توجد ضريبة على عملية التحويل رقمياً كما لا يدخل اي مقابل للعراق خصوصاً في عملية التحويل مقابل الخدمة التي تقدم من الخارج.
ثالثاً: البيع النقدي، تعمل شركات الصيرفة على شراء الدولار من النافذة، وتشكل 10‎%‎ من العمليات المالية داخل النافذة، وهذه لا انتاج لديها سوى الوساطة بين السوق الرسمي والموازي، وهي تحقق ارباحاً جراء عملية الوساطة، وهناك فارق بين السعرين اذ يبيع المركزي بسعر 1460 والسعر الموازي الذي يحقق ربحاً اقتصادياً لهذه الشركات بنحو 1485 واكثر، وعادة لا تبيع هذه الشركات الدولار في اوقات السوق غير المستقر بسبب عامل التوقعات الناتج عن الاحداث السياسية والاقتصادية، اي تحتكر الدولار لمدد زمنية مختلفة.