كتب مرتضى العزاوي:
لا علاقة بين الاتفاقية الصينية و ميناء الفاو و طريق الحرير…كان ممكن جعل الميناء من ضمن مشاريع الاتفاقية الاستراتيجية من اجل التمويل و التنفيذ ليس الا.
اما موضوع وجود نية من الصين لاستخدام ميناء الفاو و العراق لنقل بضائعها نحو اوروبا و العالم فهي خرافات حيث لا يوجد أي جدوى إقتصادية لنقل البضائع برا من العراق نحو أوروبا و لا يوجد أي تصريح من الصينيين بهذا الاتجاه.
هذا لا يعني ابدا ان العراق ليس جزءا في مبادرة الحزام و الطريق الصينية (Belt and Road initiative) و لكن ليست كممر لنقل البضائع و انما كمصدر للطاقة و المواد الاولية و المنتوجات التحويلية المهمة مثل البتروكيماويات و المشتقات النفطية و كذلك الموارد البشرية لتحقيق دورها في هذا الإطار.
نعم نحن بحاجة ماسة الى اكمال الميناء بأسرع وقت ممكن و لكن ضمن نظرية تكامل البنى التحتية الاستراتيجية من طاقة و خطوط نقل و قطاع زراعي و صناعي يتكامل بعضها مع البعض الأخر و هو الأمر الذي يحتاج الى تمويل مالي و تكنولوجي كبير لا يتوفر لدى العراق حاليا و هنا يأتي دور الاتفاقية الصينية (او اتفاقيات أخرى) لتوفير التمويل الضروري و التكنولوجيا و السرعة في التنفيذ في هذه المشاريع و خلق اقتصاد عراقي منتج باستطاعته التكامل مع العالم.
و هذا كله مرهون إلى توفر الإرادة السياسية الحقيقية لعمل الإصلاحات الاقتصادية حيث لا يوجد منقذ سحري لمشاكل العراق لا الاتفاقية الصينية او غيرها.