لقاح كورونا… حيرة كبيرة بشأن منحه للحوامل والمرضعات: هذا ماسيحصل

يس عراق – بغداد

قد تصاب المرأة الحامل بحيرة إزاء قرار أخذ لقاح فيروس كورونا، الذي بدأت بالفعل سلطات عدد من الدول في توزيعه، بعد أن خضع لاختبارات صارمة وحصل على تراخيص الاستخدام اللازمة.

تلك الحيرة سببها عدم شمول فئة الحوامل في الاختبارات التي أجريت على اللقاح ضمن مراحل متعددة، وبالتالي لا يعرف تأثيره على على هذه الفئة أو الأجنة.

يضاف إلى ذلك أن النساء الحوامل يصنفن من الفئة عالية الخطورة التي قد تتعرض لمضاعفات بسبب اللقاحات وحتى الأدوية بشكل عام.

ووفق مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة “CDC”، فإن المرأة الحامل المصابة بالفيروس، تحتاج للدخول إلى العناية الحثيثة، واستخدام أجهزة التنفس الاصطناعي لمساعدتها على تخطي مرحلة الخطر .

ويقول المسؤولون في “CDC” إن الاختلافات العرقية تشكل أيضا عاملا حاسما في تأثر النساء الحوامل، إذ كانت النساء من أصول لاتينية أو ذوات البشرة السوداء أكثر عرضة للوفاة.

احتياطات إضافية

المرأة الحامل ليست من بين الفئات ذات الأولوية في خطة توزيع اللقاحات، وذلك بسبب استبعاد هذه الفئة من التجارب السريرية للقاحات، وهو ما يعتبر أمرا اعتياديا لدى مصنعي الأدوية، وفق تقرير نشره موقع “بزنس إنسايدر”.

وعلى هذه الفئة الاستمرار بأخذ احتياطات إضافية للحفاظ على نفسها وعلى جنينها، لحين التعرف على نوع اللقاحات المناسبة لها بشكل أكبر، والتي يكون فيها عامل الآمان هو الحاسم.

ورغم عدم وجود بروتوكلات واضحة فيما يتعلق بالحوامل والتجارب السريرية، إلا أنها عادة ما تأخذ سنوات من المراقبة، لاعتبار لقاح أو حتى دواء آمن بالشكل الكافي للمراة الحامل.

المخاطر على الطفل

ستيفاني جاو، طبيبة متخصصة بالتوليد قالت لـ”بزنس إنسايدر” إن المراقبة الأكبر التي تتم على المرأة الحامل في هذه الحالات تتركز على الطفل والتأثيرات التي يمكن أن تطاله.

الطبيب بيتر ماركس، من إدارة الغذاء والدواء كان قد كشف في مؤتمر صحفي، السبت، أن قرار إعطاء المرأة الحامل لقاح كورونا سيكون فرديا، إذ أنه سيبقى خيارا متاحا أمام طبيبها المختص، إذا ما وجد أنه الخيار الأفضل لها ولجنينها، وفق تقرير نشره موقع “إن بي آر”.

وأشار إلى أن الأطباء في هذه الحالة عادة ما يذهبون إلى معادلة يتم فيها حساب ما إذا كانت الفوائد تفوق المخاطر، ولكن في الوقت الحالي اللقاح “ليس شيئا نوصي به الآن”.

المرأة المرضعة

فيما يتعلق بالنساء المرضعات، تقول الطبيبة دينيس جاميسون، وهي متخصصة في التوليد، وتدرس في كلية الطب بجامعة إيموري، إنه عادة ما يتم الجمع بين فئة النساء الحوامل والمرضعات، وهن في الأصل مجموعتين.

وتشير في حديثها إلى شبكة راديو “إن بي آر” إلى أنه من الناحية النظرية فإن القلق من الآثار الجانبية على المرأة المرضعة أقل، إذ عادة تأخذ المرضعة لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، ومن دون أي تأثيرات جانبية.

الولايات المتحدة
وتتسلم المستشفيات والمراكز المتخصصة في الولايات المتحدة، الاثنين، جرعات من لقاح “فايزر-بايونتيك” ضد فيروس كورونا المستجد لتطعيم ملايين الأميركين.

وتشمل مرحلة التلقيح الأولى هذه نحو ثلاثة ملايين شخص.

وأصبحت الولايات المتحدة سادس دولة تعطي موافقتها على اللقاح الذي تصنعه شركة فايزر/بايونتيك الأميركية-الالمانية، بعد بريطانيا وكندا والبحرين والسعودية والمكسيك. ويفترض أن تعطي وكالة الأدوية الأوروبية موافقتها بحلول نهاية ديسمبر.

الآثار الجانبية للقاحات

أظهرت التجربة السريرية التي شملت نحو 40 ألف متطوع أن لقاح فايزر/بايونتيك يسبب آثارا جانبية كلاسيكية، غالبا ما تكون مؤلمة ولكنها لا تطرح مخاطر على المرضى: 80 في المئة ممن تلقوا اللقاح شعروا بألم حول موقع الحقن، وشعر العديد منهم بالإرهاق وبالصداع والتصلب. كما عانى البعض من تورم مؤقت في العقد. وكانت هذه الآثار الجانبية أكثر تواترا وشدة لدى الأصغر سنا.

وكشفت بيانات اللقاح الذي تطوره شركة أسترازينيكا مع جامعة أكسفورد البريطانية أن اللقاح “آمن”، إثر تجربة سريرية شملت 23 ألف متطوع.

يعتمد اللقاحان على تقنيتين مختلفتين. استخدمت فايزر/بايونتيك تقنية رائدة تعرف باسم الحمض الريبي النووي المرسال، أما لقاح أسترازينيكا/أكسفورد فاعتمد على “ناقل فيروسي” يحمله هو عبارة عن فيروس غير مؤذ (فيروس غدي من الشمبانزي).

في حالة لقاح فايزر/بايونتيك وأسترازينيكا/أكسفورد، ما زالت الآثار الجانبية نادرة في هذه المرحلة. حيث عانى مريض واحد فقط أخذ لقاح أسترازينيكا/أكسفورد من “آثار جانبية خطيرة ذات صلة” بالحقنة، وفقا للبيانات المنشورة في دورية ذا لانسيت. إذ أصيب بالتهاب النخاع المستعرض وهو مرض عصبي نادر الذي أدى إلى وقف التجربة مؤقتا في أوائل سبتمبر.

ورصدت حالتان أخريان من الأعراض الجانبية الخطيرة، من دون أن تعزيا إلى اللقاح.

وقال المسؤولون عن التجربة إن “المشاركين الثلاثة شفيوا أو في طريقهم للشفاء”.

في حالة لقاح فايزر/بايونتيك، كان التأثير الجانبي الوحيد الذي يحتمل أن يكون مقلقا هو حدوث أربع حالات من شلل الوجه النصفي، وهو غالبا شلل مؤقت.

لكن تكراره 4 حالات من بين 18 ألف شخص تمت متابعتهم لمدة شهرين لا يختلف عن النسبة العامة المسجلة لهذا الشلل، ومن ثم لا نعرف ما إذا كان اللقاح هو الذي سببه. وكإجراء احترازي، أوصت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بزيادة المراقبة.

أخيرا، كانت هناك ثماني حالات من التهاب الزائدة الدودية لدى من أخذوا لقاحا مقابل أربع حالات لدى مجموعة الدواء الوهمي التي حقنت بمنتج محايد من أجل التمكن من إجراء مقارنة. لكن إدارة الغذاء والدواء الأميركية تعتقد أنها مجرد صدفة إحصائية، ولا علاقة لها باللقاح.

وكما الحال مع أي لقاح، لا يمكن استبعاد فرضية الآثار الجانبية الخطيرة لهذه اللقاحات. لكن في الطب، يتم تقييم المادة من خلال النظر إلى التوازن بين فوائدها ومخاطرها.

وقالت إيزابيل باران، خبيرة اللقاحات في وكالة الأدوية الفرنسية الجمعة، إنه “بالنظر إلى فوائد اللقاح وفعاليته بالنسبة للأشخاص المعرضين للإصابة بأعراض شديدة لكوفيد، من المقبول تماما الحصول على لقاح يتفاعل بقوة مع الجسم إذا كانت آثاره الضارة غير خطيرة”.